جلست في جنح اليل أتأمل فاكتشفت أن أعظم صفة لله التي لا أذكر أني قرأتها في أي مكان هي التواضع فالله خالق الكون بعظمته وجلاله وعليائه ينصت إلينا حين نكلمه ويستجيب لنا حين ندعوه ويتقبل منا حين نتقرب إليه ويغفر لنا حين نعرض عنه ويمهلنا حين نبتعد عنه! فهل بعد هذا التواضع تواضع؟
أما نحن بنو البشر فليس بعد طغياننا طغيان فنحن نطغى لأتفه الأسباب: تطغى الأم لمجرد أنها أنجبتك, ويطغى الأب لمجرد أنه أنفق عليك, ويطغى الحبيب لمجرد أنك أحببته, ويطغى الابن لمجرد أنك دلَلته, ويطغى الحاكم لمجرد أنك ائتمنته, ويطغى القاضي لمجرد أنك حكَمته... فيا معشر الطغاة في كل زمان ومكان هنيئا لكم بإلاه متواضع مازال مبقيا عليكم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق